جغرافياسلايد 1

«مبروك ربحت».. شباك الوهم تصطاد الباحثين عن الثراء

الرغم من التحذيرات التي أطلقتها الجهات المعنية بعد الانصياع للمكالمات الهاتفية والرسائل النصية والإلكترونية التي تصل من جهات مجهولة لبعض الأفراد في المجتمع، إلا أن عبارة «مبروك ربحت» ما زالت تتسبب بسيلان لعاب الكثير لها، وهو ما أكده القانونيون وبعض من وقعوا في شباك الوهم، محذرين في الوقت نفسه من الانصياع لمطالبهم، خاصة الإفصاح عن رقم الحساب البنكي، مؤكدين أن بعض من وقع في الفخ تعرضوا لسحب رصيدهم بالكامل.
يبدوا أن التطور التكنولوجي أسهم في تحديث أساليب النصب التي من خلالها يمكن إقناع البعض بمصداقية الرسالة، خاصة عندما يتسلم الضحية مكالمة هاتفية تشير أرقام المتصل إلى أنه داخل الدولة، ليكتشف أحياناً بعد فوات الأوان أن المتصل اعتمد على برامج تمكنه من الظهور كمتصل من داخل الدولة.
وليس ذلك فقط، بل تم ابتكار أساليب وحيل أخرى ساعدتهم في تطويرها وسائل التكنولوجيا، وهو ما أكده عدد من المستشارين القانونيين الذين استقبلوا في مكاتبهم ضحايا يبحثون عن طريقة قانونية لاسترجاع أموالهم المنهوبة.
يؤكد المستشار القانوني عمار وصفي انتشار ظاهر النصب والاحتيال باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتطورها، بحيث يسهل من خلال أساليبهم المبتكرة إقناع الضحية بصدق ادعائهم، وهو ما بات ظاهرة تهدد الكيان الاقتصادي للدولة تحت مسمى «الربح»، حيث يقوم النصابون المتواجدون خارج الدولة باستخدام برامج وتقنيات حديثة تمكنهم من إظهار رقم هاتف محلي لإقناع الضحية بتواجده داخل الدولة ووجود صفة مشروعة للعملية التي يقوم بها.
وأضاف، إن استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة من قبل النصابين في ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها جعلها تتصدر قائمة أقوى جرائم النصب والاحتيال، معتمدين على عدة أساليب من أبرزها طلب رقم الحساب البنكي ليتم خلال دقائق معدودة إيداع المبلغ المالي يحدده الجاني وعادة ما يكون كبيراً جداً، وبعدها يطلب الرقم السري الخاص بالبطاقة البنكية، وهو ما يجعل البعض ينصاع لمطالبه ليتفاجأ الضحية بأن المبالغ الموجودة في حسابه انتقلت إلى حساب آخر.

نصب إلكتروني أكاديمي

ويشير إلى نوع آخر من أساليب النصب المستخدمة فيه التقنيات الحديثة، التي تستهدف الباحثين عن شهادات عليا من خلال المواقع الإلكترونية المنتشرة، ومصادرها أشخاص مجهولون من خارج الدولة، ويقول: يقوم أفراد من خلال مواقع إلكترونية باجتذاب هذه الفئة وإقناعهم بإرسال بياناتهم الخاصة والبحث العلمي الذي تم إعداده وأيضاً إرسال جزء من المبلغ المتفق عليه.
وبعد إرسال شهادات علمية غير مصدقة يبدأ الضحية باستقبال مكالمات هاتفية تشير أرقامها أيضاً إلى أن المتصل يتحدث من داخل الدولة ثم يبدأ بتوجيه التهديدات لطالب العلم بالإبلاغ عن اقتنائه شهادات علمية مزورة في حال لم يقم بدفع المبالغ المالية المطلوبة والتي تصل إلى آلاف الدولارات.
وحذر أفراد المجتمع من الطمع في تحقيق المال الوفير عن طريق ما يسمى بالربح الوهمي والانصياع للمكالمات الهاتفية والرسائل النصية والإلكترونية التي يستخدم النصابون فيها حيلاً وأساليب جديدة ومتنوعة قد توقعهم في الفخ، مؤكداً أن دولة الإمارات تتمتع بمكانة مرموقة على الخريطة الاقتصادية، كما أن أفراد المجتمع يتمتعون بدخل مادي مرتفع وهو ما يجعلهم أحياناً محط أنظار النصابين من خارج الدولة.

إبلاغ الجهات المعنية

ويقول المستشار القانوني محمد السيد زرزور: من المنطق أن الشخص عندما يربح لا بد أن يكون مشاركاً في إحدى المسابقات التي يتم الإعلان عنها داخل الدولة، ومن خلال طرق وقنوات رسمية تقوم بعملية المتابعة والإشراف، وفي حال استقبال أي فرد في المجتمع لمكالمات هاتفية يدعي الأفراد من خلالها بالفوز بمبالغ مالية، يجب على الفور إبلاغ الجهات المعنية ليتسنى ملاحقة المجرمين.
وأكد ضرورة التعامل مع المكالمات الهاتفية الواردة من خارج الدولة بحذر وعدم تقديم أي نوع من البيانات والمعلومات الشخصية للمتصل، وذلك تجنباً للوقوع ضحايا للجرائم النصب والاحتيال، مشيراً إلى حادثة تعرضت لها سيدة كبيرة في السن قامت بتحويل مبلغ 5 آلاف درهم لنصاب كرسوم بنكية وحوالات بعد أن أبلغها بربحها مبلغ 200 ألف درهم.

تداركت الأمر فأفسدت عملية النصب

روى خالد أحمد تفاصيل محاولة النصب التي تعرض لها والتي كاد أن يكون واحداً من الضحايا لولا أنه تدارك الأمر، حيث تلقى اتصالاً هاتفياً وجاءت من سماعة الهاتف كلمات قال فيها المتصل «مبروك ربحت 250 ألف درهم وكل ما عليك هو إرسال صورة الهوية عبر أحد تطبيقات الهواتف الذكية» مبرراً طلبه بضرورة كتابة الاسم صحيح على الشيك النقدي.
وبالفعل قام بإرسال صورة للشيك الذي يتضمن شعارات لجهات معينة بالدولة، إلا أنه وبسبب طبيعة عملي لاحظت وجود أخطاء في الشيك منها كتابة رقم المبلغ المادي بطريقة خاطئة، لكنني تابعت الحوار معه لإشباع الفضول ليس إلا، وعندما لاحظ النصاب تعدد الأسئلة المطروحة من جانبي قام بإرسال فيديوهات لأشخاص من عدة جنسيات عربية وأجنبية وآسيوية تعبر عن مشاعر الفرح بالجائزة وما أحدثته من تغيرات في حياتهم بهدف منحي الثقة وأيضاً دفعي نحو الانصياع لطلباته.
وقام بعدها بطلب صورة من البطاقة البنكية وعندما رفضت قال أرسل لي 7 بطاقات لتعبئة الهاتف قيمة الواحدة منها 200 درهم ليتسنى له إرسال المبلغ، وعندها أنهيت المكالمة.

الخليج

إغلاق