أخبارالاقتصاد (مال وأعمال)

سعود بن صقر: الإمارات تستأثر بثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة

أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن دولة الإمارات تستأثر اليوم بنحو ثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتبوأت المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في المجالات الجديدة في عام 2023، ما يؤكد مكانتنا وجهة رائدة لأكبر وأنجح المشاريع في العالم.

جاءت تصريحات سموه في الكلمة الرئيسة التي ألقاها في افتتاح الدورة الـ13 من قمة «AIM» للاستثمار، والتي انطلقت في أبوظبي أمس.

وتفصيلاً، قال صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، إن «دولة الإمارات تدرك أهمية العمل المشترك، وتوحيد الجهود العالمية لتحقيق التنمية والازدهار، وتؤمن بأنها قادرة وبالتعاون مع مختلف دول العالم، على صياغة مشهد استثماري جديد يتصف بالشمولية والاستدامة والعالمية».

جاء ذلك، في الكلمة الرئيسة التي ألقاها سموه في افتتاح الدورة الـ13 من قمة «AIM» للاستثمار، التي شارك فيها كضيف شرف وتستضيفها أبوظبي حتى التاسع من مايو الجاري، تحت شعار «التكيف مع تحول المشهد الاستثماري: تسخير إمكانات جديدة لتطوير التنمية الاقتصادية عالمياً»، بحضور رئيس جمهورية مدغشقر، أندريه راجولينا، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، والشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، نائب رئيس مجلس إدارة مكتب الاستثمار والتطوير في رأس الخيمة، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ووزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، والدكتور أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية ومشاركة قادة ووزراء ومسؤولين حكوميين وصناع قرار من مختلف دول العالم، إضافة إلى نخبة المستثمرين وكبرى شركات الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، والمنظمات الدولية، من أكثر من 175 دولة حول العالم.

وسلط سموه، في كلمته الضوء على تطور وازدهار مسيرة التنمية والاستثمار في دولة الإمارات على مر الأعوام، وكيف أصبحت اليوم بفضل ذلك وجهة مفضلة ورئيسة للاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً.

وتحدث سموه، عن المسيرة التنموية المتواصلة لدولة الإمارات، والرؤية الطموحة والحكيمة لقيادتها الرشيدة التي أسهمت في تحقيق الإنجازات والنجاحات لشعب الإمارات.

وقال: «أثبتت دولة الإمارات أنه عندما تجتمع الحكمة والشعور بالواجب مع الرؤية والعمل الجاد، يصبح كل شيء ممكناً»، مشيداً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تجاه شعب الإمارات ومستقبلها، والذي شكل مصدراً حقيقياً للإلهام لأبناء الوطن فقد أظهر سموه للجميع أنه مع هذه الرؤية الواضحة والخطة الصحيحة، يصبح الحلم حقيقة.

وأكد سموه أن «النهضة الاقتصادية التي استطاعت دولة الإمارات تحقيقها اليوم كانت ستبقى مجرد حلم لولا الجهود المضنية التي تم بذلها»، مشيراً إلى أن «الحلم يبقى حلماً ما لم يرتبط بالعمل الجاد لتحقيقه، ومن دون رؤية استشرافية وخطة عمل مدروسة واستراتيجية جيدة ذات هدف واضح، ربما سيفضي العمل إلى الفوضى وإهدار الموارد».

وحول كيفية تحقيق النهضة الاقتصادية في الدولة، قال سموه: «قمنا بداية بتوجيه مواردنا الاستراتيجية نحو تشييد البنية التحتية وإنشاء مؤسسات قوية، وركزنا في المرحلة الثانية على إرساء البنية التحتية الناعمة بمعنى إنشاء البيئة التنظيمية، والقانونية، والتجارية الكفيلة بكسب ثقة المستثمرين، وثالثاً، وربما الأهم، بذلنا قصارى جهدنا في بناء قدرات كوادرنا البشرية انطلاقاً من إدراكنا بأن تعليم أجيال وقادة المستقبل شرط أساسي لتحقيق الازدهار».

وأضاف سموه: «نراهن على كوادرنا الوطنية وعلى إنجازاتهم المستقبلية من خلال الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والمؤسسات التعليمية المتطورة، ونفعل ذلك مع إدراكنا التام بأن التعليم ليس سوى جزء من هذه الرؤية، حيث أثبتنا لأبناء شعبنا والعالم بأسره أننا نتحلى بالوعي والمسؤولية للتعلم من أخطائنا وتحدياتنا، وتصحيح الأخطاء بسرعة لمواصلة المضي قدماً على المسار الصحيح، ومن خلال إظهار المرونة والانفتاح والجرأة، تمكّنا من النهوض بسرعة واجتذبنا أفضل العقول في العالم لاستكمال قدرات مواهبنا المحلية».

واستعرض سموه، أمام الحضور إنجازات دولة الإمارات بالأرقام، مؤكداً أن «دولة الإمارات تستأثر اليوم بنحو ثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتبوأت المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر في المجالات الجديدة في عام 2023، ما يؤكد مكانتنا وجهة رائدة لأكبر وأنجح المشاريع في العالم».

وقال سموه: «لقد أتاح لنا ذلك الاستثمار في إعادة تشكيل اقتصادنا، ونجحنا بخفض حصة النفط في الناتج المحلي الإجمالي الوطني إلى أقل من 30%، وعلاوة على ذلك، نتطلع إلى اجتذاب 150 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية بحلول عام 2031، وأن نكون ضمن أفضل 10 وجهات للاستثمار الأجنبي المباشر».

وتطرق سموه، في كلمته للحديث عن إمارة رأس الخيمة، ونهضتها التنموية المتواصلة، وقال:«أسهم التنوّع البيئي للإمارة، من الجبال الرائعة إلى الشواطئ الخلابة، في توفير سبل إضافية لازدهار شعب الإمارات، حيث شهد قطاعنا السياحي في عام 2023، نمواً في أعداد الزوار كان الأكبر في تاريخ الإمارة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بمقدار ثلاث مرات بحلول عام 2030، علماً بأنه حافظ على الارتفاع بنسبة تزيد على 60% خلال السنوات الثماني الماضية».

وأضاف سموه: «بالتوازي مع ازدهار سمعة الإمارة كمركز سياحي رائد على مستوى العالم، تضاعفت كذلك قيمة معاملاتنا العقارية السنوية عن مستويات ما قبل جائحة (كوفيد-19). كما تضاعف إجمالي عدد الشركات المسجلة في مناطقنا الحرة خلال السنوات الـ10 الماضية، كل ذلك نتيجة تضاعف حجم التجارة عبر موانئنا بمقدار خمس مرات خلال السنوات الـ20 الماضية».

وقال سموه في ختام كلمته: «الإماراتيون يدركون بالفطرة أن مستقبلنا يتمثل في مد جسور العلاقات عبر الحدود. لقد ولدنا بهذه العقلية، فنحن دولة اعتمدت طوال تاريخها على التجارة وأدركنا مدى أهمية، بل وضرورة، أن تكون التنمية جهداً مشتركاً قبل كل شيء، وأنا واثق تماماً بأننا نستطيع معاً صياغة مشهد استثماري جديد لتحقيق نمو شامل ومستدام وعالمي قدر الإمكان، ويسعدني أن أؤكد لكم أن دولة الإمارات ستضطلع بكامل مسؤوليتها وتواصل لعب دور محوري في هذا الإطار».

منصة استثمار عالمية

تهدف قمة «AIM» للاستثمار، وهي مبادرة مؤسسة «AIM» العالمية، ومنصة الاستثمار الرائدة عالمياً، إلى جمع القادة العالميين وصانعي السياسات والمستثمرين ورجال الأعمال والخبراء وكبريات الشركات والمنظمات العالمية لمناقشة ورسم استراتيجيات وسياسات الاستثمار والترويج للفرص الاستثمارية والاقتصادية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية، والخروج بحلول مبتكرة لمواجهة التحديات والمتغيرات الحالية والمستقبلية العالمية، وصولاً إلى اقتصاد عالمي مزدهر ومستدام.

إغلاق